وصلني خبر رحيلك بينما كنت في أحضان فيرمونت
حيث كانت الطبيعة تعزف سيمفونية الخريف تحتفي الأشجار بسقوط أوراقها تلك الأوراق المتساقطة تذبل بين الأحمر والذهبي تحمل في طياتها حزنًا دفينًا وصمتًا مقدسًا وخضوعًا لقوة الطبيعة وكأنها تسجد للحكمة الإلهية كما تترك الأوراق شجرتها لتكمل رحلتها كذلك تغادرنا أرواح الأحبة من شجرة الحياة وتستمر في مسيرتها نحو الأبدية أبا حمزة.. غادرت بهدوء كما عشت بهدوء بعيدًا عن صخب الدنيا وضجيجها كنت صوت الحكمة وسط العواصف وكنت أراك دومًا الأخ الأكبر المليء بالحكمة، بالشاعرية، وبجمال يلامس كل شيء حولك أسترجع ذكرياتنا أيام الدراسة في لندن حين كنا نجتمع كعائلة حانية تحت برد الغربة كنت دائمًا صوت الراحة والابتسامة التي تبعث الطمأنينة والبساطة العميقة في فخامتها كنت عنوان اليسر في كل شيء يا ياسر والله يشهد على ذلك توجهت إلى محادثاتنا الأخيرة وقرأت آخر رسالة منك حين سألتك عن حالك بعد فقدان والدتك وفراق زوجتك في أيام معدودات فجاء ردك مفعمًا بالحياة، والرضا، والإيجابية "منعّم بكل شكل من الأشكال والحمد لله" تركت لنا إرثًا من الفضل ومخطوطات منقوشة بعناية ولوحات مرسومة بأنامل فنان مبدع وكلمات مكتوبة بقلم مفكر حكيم كنت كل ذلك !وأكثر أسأل الله لك نعيمًا مقيمًا اللهم اجعل نورك ورحمتك ويسرك تحيط بروحه الطاهرة
0 Comments
|
Authorنورا منصوري ArchivesCategories |